حكم تغسيل وتكفين المتوفى بـ«كورونا».. وطريقة الصلاة عليه

كتب:

فى: منوعات

22:00 18 مارس 2020

"يدفن كغريب في بلد غريب في حفرة في مكان خالٍ من السكان، يوارى الثرى وحيدا دون أن يودعه أهله وأحبابه، ولم يصل عليه أحد منهم ولا يقم على قبره"، هكذا حال المتوفى بوباء فيروس كورونا، في مشهد يحزن القلوب ويبكي العيون، تصحبه دعوات الغرباء والأقرباء لأداء صلاة الغائب عليه في المنازل أو المساجد. 

 

 

لم يكن يعلم الكثير كيفية غسل الميت المصاب بمرض وبائي كـ"كورونا"، فقد انتباتهم الصدمة الممزوجة بالحزن بعدما رأوا صورا لعملية غسل أحد المتوفين بفيروس كورونا، وكيف يُدفن في معزل دون أن يودع جثمانه أهله وأحبابه، بلا صلاة جنازة، ولكن ما حكم الشرع في ذلك؟. 

 

 

 

حكم الشرع  

 

يقول مركز الأزهر للفتوى عن حكم تغسيل الميت المصاب بمرض وبائي كـ"كورونا" وحكم تكفينه والصلاة عليه، إن الأصل فيمن مات من المسلمين أن يُغسل ويُكفن ويُصلى عليه صلاة الجنازة، ولكن في زمن انتشار الأوبئة التي تثبت الجهات الطبية المختصّة أنها تنتقل من الميت لمن يلمسه.

 

وأضاف المركز:"عندئذ يُكتَفَى بصب الماء عليه وإمراره فقط بأي طريقة كانت دون تدليكه، مع أخذ كل التدابير الاحترازية لمنع انتقال المرض إلى المغسِّل، من تعقيم الحجرة، وارتداء المُغسِّل بدلة وقائية، وفرض كل سُبُل الوقاية من قِبل أهل الاختصاص في ذلك قبل القيام بإجراء الغُسل؛ منعًا من إلحاق الأذى بمن يباشر ذلك".

 

 

وتابع :"إن كان يُخشى من نزول سوائل من جُثَّته؛ فمن الضَّروري إحاطة الكفن بغطاءٍ مُحكم لا يسمح بتسرُّب السَّوائل منه، وإن خرجَ من المستشفى مُجهَّزًا بكفنه يجوز لأهله أن يُصلُّوا عليه صلاة الجنازة في الخلاء بدل المسجد.

 

واستطرد أنه يجوز أن يُصلِّيَ على الميت بـ"وباء" اثنان -أقل عدد لصلاة الجماعة-، كما يُجوز لمن لم يُصلِّ عليه -بسبب الخوف من الاختلاط والمزاحمة وانتشار الوباء- أن يُصلِّيَ عليه عند قبره منفردا، ويجوز أيضًا أن تُصلَّى عليه صلاة الغائب.

 

وأكد مركز الأزهر للفتوى أن كل ما سبق يتفق ومقاصد الشَّريعة العُليا، وكذلك تدل عليه الأدلَّة الشَّرعيَّة المُعتبرة؛ إذ الضَّرورات تبيح المحظورات، والضَّرورة تُقدَّر بقدرها.

 

 

طريقة دفن موتى كورونا  

 

بحسب ما أعلنته وزارة الصحة فإن يتم التعامل مع جثمان الميت بفيروس كورونا أثناء الغسل بمسافة لا تقل عن متر، ورفعه بـ"الملاءة" المحيطة به وتغطية اجزاء الجسم التي يحدث منها إفرازات بضمادات غير منفذة، ونقله إلى ثلاجة الموتى بالمستشفى على ترولي قابل للتنظيف والتطهير، مع مراعاة ارتداء الوقيات الشخصية. 

 

ولحماية القائمين على الغسل فيتم ارتداء الواقيات الشخصية مثل ماسك تنفسي وقفاز يغطي الرسغ، وعباءة سميكة تغطي الزراعين والصدر، وتمتد إلى أسفل الركبة، ونظارة واقية، وغطاء رأس، وحذاء بلاستيكي، وكويل الرقبة. 

 

 

أما عن نقل جثمات الميت بـ"كورونا" إلى مثواه الأخير، فتقول وزارة الصحة إنه يتم نقل الجثة داخل كيس غير منفذ للسوائلن داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير، مع مراعاة عدم فتحه إلا بالمدفن. 

 

وعند فتح الصندوق لنقل الجثة إلى المقبرة، يراعى الالتزام التام بارتداء الواقيات الشخصية، وغسل الأيدي بالكحول لكل من تعامل مع المتوفى، وكافة الأسطح التي تلامست مع الجثة. 

 


رسالة شيخ الأزهر للأطباء 

 

ومن جانبه توجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، برسالة شكر وتقدير إلى أطباء مصر، بمناسبة يوم الطبيب المصري، الذي يوافق اليوم 18 مارس من كل عام، بمناسبة ذكرى افتتاح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط بأبو زعبل عام 1827. 

 

وأعرب شيخ الأزهر، خلال بيان صحفي، عن عتزازه وتقديره لما يبذله أطباء مصر وكل العاملين بالمجال الطبي في هذه المرحلة الراهنة، التي تتطلب تكاتف الجميع من أجل حماية الإنسان والمجتمع والقضاء على وباء كورونا المستجد الذي بات جائحة تهدد العالم.

 

وقال الطيب إن ما يبذله هؤلاء الأطباء من جهود مضنية وتصدرهم الصفوف لحماية المجتمع من الوباء، سوف يسطره التاريخ بحروف من نور في سجلاتهم الحافلة بالبذل والعطاء.

 

وتابع البيان :"يشد شيخ الأزهر على أيدي أطباء مصر وطواقم التمريض، وكل من يعاونهم في هذه المحنة، ويعرب عن خالص دعمه لهم ولأسرهم على تحمل مشقة عملهم في هذه الظروف، وأنهم أبطال في ميادين عملهم".

 

وطالب شيخ الأزهر جموع المصريين بالتلاحم والتكاتف واتباع الإرشادات الطبية والوقائية، لإنجاح مهمة هؤلاء الأطباء والحفاظ على سلامة الفرد والمجتمع، داعيا المولى عز وجل أن يحفظهم، وأن يحفظ مصرنا وعالمنا من الأوبئة والأمراض ومن كل مكروه وسوء.

اعلان